كل ما تود معرفته عن NFT

كل ما تود معرفته عن NFT

ما هي "إن إف تي"؟

"إن إف تي" اختصارٌ لـ Non-Fungible Token، أي "الرموز غير القابلة للاستبدال". وترمز إلى عدم القدرة على استبدال أي قطعة بأخرى موازية لها. ويمكن القول إن "إن إف تي" مقتنيات رقمية يمكن تعقب مصدرها، وتشترى بموجب عقد تحدد بنوده عبر شفرة معلوماتية لسلعة افتراضية أو حقيقية. وهي نوع جديد من الأصول الرقمية، على غرار العملات المشفرة التي تستعين بتكنولوجيا سلسلة الكتل (بلوكتشين)، أي أنها مرجع توثيقي يتشاركه عدد كبير من الأفراد من دون سلطة مركزية.

من يشتري "إن إف تي"؟

المشترون هم خصوصاً هواة جمع، أو مضاربون يأملون تحقيق أرباح من خلال إعادة بيعها لاحقاً بسعر أعلى. ووفقاً لتقديرات موقع "نون فانجيبل" المتخصص، فقد درّت القطع الرقمية الموثقة بأسلوب "إن إف تي"، خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الماضي، نحو 2.5 مليار دولار أميركي من العمليات المالية. وأشارت شركة "تشين أناليسس" إلى أنّ التبادلات بالأعمال الرقمية بهذه التقنية في العالم بلغت قيمتها 44.2 مليار دولار أميركي العام الماضي.

ما طريقة استخدام "إن إف تي"؟

كما هو الحال مع العملات المشفرة، من الممكن شراء وبيع "إن إف تي" على منصات متخصصة. وخلال العملية، لا يحصل الشاري بالضرورة على القطعة المحددة، يل يُمنح فقط شهادة أصالة مسجلة بتقنية "بلوكتشين" لتغيير الملكية. للحفاظ على الحقوق في هذه الشهادة، تُعد المحفظة الرقمية ضرورية، سواء كانت برنامجاً في شكل امتداد لمتصفح إنترنت أو قطعة متصلة آمنة على شكل ناقل "يو إس بي". قبل الشراء، يجب الدفع بعملة مشفرة، لكن من الممكن أيضاً "إنشاء" قطعة "إن إف تي" بصورة ذاتية، بالاعتماد على بعض المهارات في مجال المعلوماتية.

أي أخطار تترتب عنها؟

لا يزال شراء وبيع واستخدام "إن إف تي" أمراً تقنياً، وأحياناً غير مفهوم بصورة جيدة، ما قد يعرّض المستثمرين للخطر. وأوضح تقرير حديث نشرته منصة "تشين أناليسس" المتخصصة أن شراء "إن إف تي" حديثة من مجموعة منتظرة للغاية هو عملية تنافسية جداً، إذ يأمل آلاف المستخدمين الشراء في الوقت نفسه. في هذه الحالة، تبوء معاملات كثيرة بالفشل، لكن تظل الرسوم مستحقة، وتكون مرتفعة في بعض الأحيان، اعتماداً على سعر العملات المشفرة التي غالباً ما تُستخدم لدفعها.

مزادات أحدثت ضجة

شكّلت "إن إف تي" محور مزادات كثيرة أحدثت ضجة عالمية، بينها على سبيل المثال بيع أول تغريدة لمؤسس "تويتر" جاك دورسي مقابل 2.9 مليون دولار أميركي، وشراء الفنان الأميركي بيبل عمل "كولاج" رقمي مقابل 69.3 مليون دولار أميركي.

كما بيعت أول رسالة نصية قصيرة في التاريخ، أرسلت عبر شركة الاتصالات البريطانية "فودافون" في الثالث من ديسمبر/كانون الأول عام 1992، بأكثر من 120 ألف دولار أميركي. وبيع البرنامج التأسيسي لشبكة الإنترنت بشكلها الحالي، بنسق "إن إف تي"، مقابل 5.4 ملايين دولار أميركي. وانضم مقطع فيديو شهير على "يوتيوب" لطفلين شقيقين، عنوانه "تشارلي عضّ إصبعي"، إلى قائمة السلع الرقمية المباعة بمبالغ طائلة وفق تكنولوجيا "إن اف تي"، إذ ناهز سعره 761 ألف دولار أميركي. 

في عالم الفنون

بعد انضمام داري المزادات "كريستيز" و"سوذبيز" إلى عالم "إن إف تي"، أعلن متحف "إرميتاج" الروسي الكبير، العام الماضي، عن انخراطه أيضاً، مستنداً إلى الأعمال المدرجة في مجموعته الواسعة جداً في سان بطرسبورغ. وتحمل الشهادات توقيع مدير "إرميتاج" ميخائيل بيوتروفسكي. عرض المتحف على سبيل المثال شراء لوحة "العذراء المرضعة" لليوناردو دا فينتشي، و"جوديث" لجورجونه، و"الليلك" لفنسنت فان غوخ، و"زاوية من حديقة مونجيرون" لكلود مونيه، و"المقطوعة الخامسة" لفاسيلي كاندينسكي (1913)، على شكل "رموز غير قابلة للاستبدال".

والأربعاء الماضي، انطلق معرض يستمر حتى منتصف الشهر المقبل، تُقدّم فيه نسخ رقمية لستّ من روائع فن الرسم الإيطالي، في لندن، كجزء من أول معرض غير افتراضي في بريطانيا مخصص لهذه التقنية. الحدث يحمل عنوان "تخليد تاريخ الفن"، وأقيم بالتعاون مع المتاحف الإيطالية.

وفي السياق، ضبطت مصلحة الضرائب البريطانية ثلاثة أعمال فنية بتقنية "إن إف تي" في إطار تحقيق قادها إلى توقيف ثلاثة أشخاص، خلال فبراير/شباط الحالي. وأكد المدير المساعد المكلف شؤون الجرائم الاقتصادية نك شارب، في بيان، أن عملية الضبط الأولى من نوعها هذه لأعمال رقمية بتكنولوجيا "إن إف تي" في البلاد "تشكل تحذيراً لأي شخص يسعى لاستخدام الأصول الرقمية المشفرة لإخفاء أموال" عن مصلحة الضرائب البريطانية. ولم تكشف مصلحة الضرائب عن القيمة التقديرية لهذه الأعمال الرقمية التي صودرت مع أصول أخرى، في إطار تحقيق عن شبكة متخصصة في التزوير للتهرب من الضريبة على القيمة المضافة، تكبد الحكومة البريطانية إجمالي خسائر تصل إلى 1.4 مليون جنيه إسترليني (1.9 مليون دولار أميركي).

كما فتح متحف مخصص بالكامل لتكنولوجيا "إن إف تي" أبوابه في مدينة سياتل الأميركية، خلال الشهر الحالي.

دونالد وميلانيا ترامب

لم يفوت الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فرصة خوض غمار هذا العالم، إذ يقيم وزوجته ميلانيا مزاداً لبيع عشرة أعمال تظهر لقطات طبعت فترة ولايته ــ لم يُكشف عنها ــ في 21 فبراير/شباط الحالي. وذكر بيان أنّ مجموعة المنتجات الرقمية تتألف من "عشرة أعمال فنية رقمية أصلية، تظهر لحظات مميزة من فترة رئاسة ترامب، مثل زيارة جبل راشمور في 4 يوليو/تموز، وفعاليات عيد الميلاد في البيت الأبيض". وأطلقت ميلانيا ترامب منصتها لـ"الرموز غير القابلة للاستبدال" العام الماضي، طرحت فيها أعمالاً رقمية عدّة، من بينها لوحة مائية تظهر عينيها الزرقاوين.

وذكر موقع "فايس" الإخباري أنّ المزاد الأول الذي نُظّم في يناير/كانون الثاني كان مخيباً للآمال، إذ اشترى المنظمون أنفسهم المجموعة المعروضة. وأكدت السيدة الأولى السابقة أنّ الشاري كان طرفاً ثالثاً. وستُباع منتجات "إن إف تي" التابعة للملياردير الجمهوري بسعر ثابت قيمته خمسون دولاراً أميركياً للمنتج الواحد، عبر موقع usamemorabilia.com، وهو امتداد لمنصة ميلانيا.

فرصة جديدة للقراصنة

يستغل القراصنة الإلكترونيون الارتفاع المتواصل لشعبية "إن إف تي" في خداع ضحاياهم، ودفعهم إلى تحميل برامج خبيثة قادرة على اختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، بعد الاستيلاء على أسماء المستخدمين وكلمات المرور.

واكتشف باحثو الأمن السيبراني في شركة "فورتنيت"، خلال الأسبوع الحالي، جدول بيانات يبدو في الظاهر أنه يحتوي على معلومات حول تقنية "الرموز غير القابلة للاستبدال"، ولكن الغرض الحقيقي منه هو المساعدة في تحميل برمجيات "بيترات" BitRAT الضارة.

"بيترات" برامج خبيثة تستخدم للوصول عن بُعد للأجهزة الذكية، وظهرت لأول مرة للبيع في المنتديات السرية في أغسطس/آب عام 2020، وتكمن خطورتها في قدرتها على تجاوز أدوات الأمان الشهيرة. لهذه البرامج الخبيثة القدرة على سرقة بيانات اعتماد تسجيل الدخول من المتصفحات والتطبيقات، والقدرة على تسجيل ضغطات المفاتيح، والقدرة على تحميل وتنزيل الملفات. يمكنها أيضاً مراقبة شاشة الضحية لحظة بلحظة، واستخدام كاميرا الجهاز، والاستماع إلى الصوت من خلال الميكروفون.

وحذر باحثو "فورتنيت" من أنّ القراصنة الإلكترونيين يستخدمون غالباً مواضيع جذابة للإيقاع بالضحايا واستغلوا شعبية "إن إف تي" المتزايدة لإغراء أهدافهم بفتح ملفات ضارة أو النقر فوق روابط خبيثة. وأضافوا أنّ "الممارسات الأمنية المعتادة، مثل عدم فتح الملفات التي تُحمّل من مصادر غير موثوق بها أو مشبوهة يمكن أن تمنع الجهات المهددة من الوصول إلى أموال المستخدمين وبياناتهم القيّمة".

منقول